الجمعة، 7 يونيو 2013

الملتقى الوطني الأول : الجلفة .. مسيرة كفاح ( المقاومة الشعبية - الحركة الإصلاحية - الحركة الوطنية - الثورة التحريرية ) 1830 - 1962 بجامعة زيان عاشور الجلفة يومي 25 ، 26 جوان 2013

تحت الرعاية السامية لـ :
- السيد والي ولاية الجلفة
- المجلس الشعبي لولاية الجلفة
- المجلس الشعبي البلدي بلدية الجلفة
و إشراف :
- جامعة زيان عاشور الجلفة
- إتحاد المؤرخين الجزائريين
- الجمعية الولائية للبحث التاريخي و التراث لولاية الجلفة
- المنظمة الوطنية للمجاهدين مكتب الجلفة
- المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء مكتب الجلفة
ينظم :
الملتقى الوطني الأول : الجلفة .. مسيرة كفاح
( المقاومة الشعبية - الحركة الإصلاحية - الحركة الوطنية - الثورة التحريرية )
1830 - 1962
بجامعة زيان عاشور الجلفة
يومي 25 ، 26 جوان 2013
ديباجة الملتقى :
تعتبر الجلفة بتاريخها البعيد الذي يتميز بالثراء و التنوع و جغرافيتها الرابضة في قلب الجزائر ، و التي أكسبتها تأثيرا و تأثرا بمختلف الأحداث التي شهدتها الجزائر عبر عصورها المختلفة ، إلا أن الملفت للإنتباه أننا لا نكاد نلمس كل هذا التأثير و التأثر في مجمل الكتابات التاريخية التي أرّخت للجزائر عبر تاريخها الطويل و هو الأمر الذي يؤكد لنا بأن عدم الكتابة حول تاريخ المنطقة لا ينفي ابدا عنها الحركية التاريخية و هو بالضبط ما ينطبق عن تاريخ هذه المنطقة التي لا نجدها في السيرورة التاريخية إلا منطقةً معطاء ، و من أبرز نموذج عطائها ما قدمته خلال فترة القرن العشرين التي تميزت بمقاومة شعبية من أبرز قادتها التلي بلكحل ، و بمسيرة افصلاح التي كان شعارها العلم نور يبصرنا ، حيث جذبت غليها الكثير من أقطاب جمعية العلماء أمثال عبدالحميد بن باديس و مبارك الميلي و غيرهم الأمر الذي جدد فكرة التعليم المنبثق من ذات المجتمع بعيدا عن التعليم الفرنسي الغريب في مجتمعنا إضافة إلى فكرة إصلاح النفوس بعد و ليل الاحتلال الطويل ، كما واكب حركية جمعية العلماء النشاط المضني للزوايا في نشر التعليم الديني في ربوع هذه المنطقة ، دون أن نغفل عن تلك الحركية العلمية التي تميز أبناء المنطقة شغفا في نيل العلم هنا أو خارج المنطقة و حتى إلى الربوع البعيدة في بلاد المغرب و المشرق ، و بافضافة لمسيرة افصلاح لم تبخل هذه المنطقة بتضحية الكفاح ، سواء السياسي بانعكاس نشاط الحركة الوطنية على هذه المنطقة طيلة فترة ما قبل الثورة و ما شهدته من زيارات لبعض أقطاب الحركة الوطنية مثل فرحات عباس و غيره ، أو العسكري و ما دفعته هذه المنطقة من ضريبة غالية اثناء ثورة التحرير المباركة منذ البدايات الأولى للثورة سواء عبر دماء أبناء المنطقة التي سالت في كل ربوع الوطن عبر ولايات تنظيم الثورة ، أو بذلك النشاط الثوري المتميز الذي جعل قدر هذه المنطقة بخلاف مجمل مناطق الوطن أن تكافح جبهتين حربيتين عظيمتين هما العدو الفرنسي الذي أولى للمنطقة حسابات خاصة بالنظر لاستراتيجيتها خصوصا بعد اكتشاف البترول ، و القوى المناوئة للثورة المدعمين من قبل العدو و هو الأمر الذي يضاعف في التضحية التي قدمتها المنطقة للثورة .
من هنا .. جاء هذا الملتقى ليفتح الباب واسعا أمام الباحثين للبحث و التنقيب عن تاريخ هذه المنطقة لملء حلقة مفرغة في تاريخ وطننا ، كانت هذه المنطقة جزءً مهما تأثيرا و تاثرا فيه ، رغم أن البحث في تاريخ المنطقة تعترضه عقبات كئود مصدرها الأساسي هو قلة الدراسات و الكتابات المتخصصة في دراسة تاريخ هذه المنطقة ، و الظاهر أن الموروث الشفوي المعتمد على الذاكرة كان هو المصدر الأبرز في الكتابة لديهم ، لكن عدم الانتباه لضرورة وضع هذه المادة الشفوية تحت ضوء التحقيق العلمي و مقابلته بالتمحيص و التدقيق و المقابلة ، اذهب عنا شغف التنقيب عن الأصول ، و هو الأمر الذي أنقص الطابع العلمي في كتاباتنا لتاريخ المنطقة ، و هو ما يستوجب جهدا جديدا في إعادة كتابة هذا التاريخ وفق المنهج العلمي الذي لايقصي ابدا الجانب الشفوي في الرواية التاريخية ، باعتبارها مصدر اساسي يرجع إليه ، لأنه في كثير من الأحيان يستوجب هذا المنهج ضرورة الاجتهاد في ملء الفراغ المؤثر في الحدث التاريخي ، لكن وفق مواصفات و آليات متفق عليها علميا .
و في الأخير فإن القصد من هذا الملتقى هو وضع لبنة اساسية للبحث التاريخي الجاد حتى تكون توجيها للبحث مستقبلا حول هذا التاريخ الذي ماهو إلا رافدا من روافد التاريخ الوطني العام باعتبار أن التاثير و التاثر كان سمة عامة في هذا التاريخ .
المشرفون على الملتقى :
- الرئيس الشرفي : أ / د علي شكري جامعة الجلفة
- رئيس الملتقى : أ . قن محمد جامعة الجلفة
- نائب رئيس الملتقى : أ . داودي مصطفى جامعة الجلفة
اللجنة العلمية للملتقى :
- رئيس اللجنة العلمية أ / د . بن يوسف تلمساني جامعة خميس مليانة
- نائب رئيس اللجنة العلمية : أ . قرود أمحمد جامعة الجلفة
أعضاء اللجنة العلمية كل من الأساتذة :
- أ / د . يوسف مناصرية جامعة باتنة
- أ / د . بوعزة بوضرساية جامعة الجزائر 2
- أ . برابح الشيخ جامعة الجلفة
- د . جما يحياوي جامعة الجزائر 2
- د . فشار عطاالله جامعة الجلفة
- د . الغالي الغربي جامعة المدية
- د . مصمودي نصرالدين جامعة بسكرة
- د . شيبوط يمينة سعاد جامعة تلمسان
- أ / د . صالح لميش جامعة المسيلة
- د . عبدالمالك سلاطنية جامعة قالمة
- أ . هزرشي بن جلول جامعة الجلفة
- أ . كربوعة سالم جامعة بسكرة
- أ . سعودي أحمد جامعة الأغواط
- أ دليوح محمد جامعة الجزائر 2
- أ . مغدوري حسان جامعة الجلفة
- د . فريخ لخميسي جامعة بسكرة
- أ . غورينة عبد النور جامعة خنشلة
- د . سعدادي محمد جامعة عنابة
- د . دليوح عبد الحميد جامعة الجزائر 2
- أ . لباز الطيب جامعة الجلفة
- أ . جرد سالم جامعة الجلفة
- أ . عليوات مسعود جامعة الجلفة
- أ . بن جدو عبد الفتاح جامعة الجلفة
- أ . نائلي عبدالقادر جامعة الجلفة
- د . قصري سعيد جامعة المسيلة
اللجنة التنظيمية :
رئيس اللجنة التنظيمية : أ . حليس عبدالقادر
أعضاء لجنة التنظيم كل من الأساتذة :
- عابد ابراهيم
- حايد عقيلة
- قراش عبدالرحمان
- قاسم مسعود
- لعيوج سلمان
- منصور المختار
- بربورة حسن
- بن سيدي مراد
- حر مراد
- شنيخر عبدالرحمان
- غريب محمد
- برمان عمر
- دعلوس حسن
- حساني بن يطو
- سلامي مفتاح
أمانة الملتقى :
- أ قرود دحمان جامعة الجلفة
- أ . ذيب عبدالرحمان جامعة الجلفة
- أ . دركوش أحمد جامعة الجلفة
- أ . معمري حفيظة جامعة الجلفة

المحاور الرئيسية للملتقى :
- المحور الأول : المقاومة الشعبية بمنطقة الجلفة
- المحور الثاني : الحركة العلمية و افصلاحية في المنطقة
- المحور الثالث : نشاط الحركة الوطنية في المنطقة
- المحور الرابع : دور المنطقة في الثورة التحريرية المباركة

المشاركة في الملتقى :
شروط البحث :
1 - أن يكون موضوع البحث ذا صلة بمحاور الملتقى و في الإطار الزمني المحدد
2 - أن يتسم البحث بالمنهجية العلمية ، و تتوافر فيه مواصفات البحث العلمي
3 - أن تكتب الحواشي ( الهوامش ) في آخر كل صفحة على أن تكون قائمة المصادر و المراجع في آخر المداخلة
4 - أن يكتب بلغة عربية فصيحة
5 - أن يكون مقاس الصفحة ( A4 ) و يكون خط المتن ( Arabic Traditional ) بمقاس ( 16 ) ، و خط الحاشية ( Traditional Arabic ) ، بمقاس ( 14 ) .
6 - لا يتم قبول المداخلات بناء على ملخصها فقط ، بل لا بد من تقديمها كاملة في مواعيدها المحددة التي تسبق موعد الملتقى مثلما هو مشار أدناه .
المواعيد التنظيمية للملتقى :
1 - ينظم الملتقى يومي 25- 26 / 06 / 2013
2 - يرسل الباحث ملخصا لبحثه قبل ( 15/06/2013 )
3 - يصل البحث كاملا بعد الموافقة عليه من قبل اللجنة العلمية للملتقى و ذلك قبل ( 20/06/2013 )
4 - يرفق الباحث مع بحثه ملخصا لسيرته الذاتية فيما لا يزيد على صفحة واحدة
5 - لا تقبل البحوث إلا بعد موافقة اللجنة العلمية المشرفة على الملتقى .
6 - ترسل الملخصات و البحوث كاملة على العنوان الالكتروني :
Djelfa.kifah@hotmail.com

الاثنين، 8 أبريل 2013

سي عامر محفوظي ، حتى لا ننسى

سي عامر محفوظي ، حتى لا ننسى



ولد سي عامر محفوظي بن المبروك بن مزوز المحفوظ بن احمد خلال 1930 بمدينة مسعد في جنوب ولاية الجلفة ، حفظ القرءان الكريم في صغره عن والده ، ومنذ العام 1941 يبدأ يؤم المصلين في المساجد الحرة والرسمية وصلاة التراويح.

في سنة 1946 أرسله والده إلى زاوية الهامل للتعلم وفي نفس السنة توفي أباه .تعرف بالإمام الشيخ مسعودي عطية عام 1947 في الجلفة وطلب منه إقراء أولاده على ان يعلمه فقرأ عنه متونا جمة في الفقه والنحو والفرائض وغيرها من العلوم الشرعية, حفظ المتون ومختصر الخليل وكان أحد الطلبة النجباء بجانب الشيخ السالت الجابري حفظه الله وعبد القادر الشطي رحمه الله للعلامة رحمه الله عطية مسعودي. ك ل ذلك مكنه من أن يكون مرجعا في الفقه المالكي في شمال افريقية والامة الاسلامية, أذن له في تدريس الطلبة العام 1952 ، وعمل مع بداية الاستقلال بوزارة التربية الوطنية .عين الشيخ سي عامر رحمه الله إماما مساعدا للشيخ سي عطية في المسجد الكبير بالجلفة (جامع الجمعة ) سنة 1967.وفي نفس السنة منح الشيخ نعيم النعيمي شهادة علمية . كان متفوقا في اجتياز امتحان لائمة التيطري سنة 1972 وعين سنة 1974 مرشدا ومدرسا في بعثة الحج .تقلد سنة 1975 مهام المسجد كإمام ممتاز وقائم بدرس الجمعة والخطبة والتراويح والفتوى الشفاهية والكتابية .انتخب العام 1991 كرئيس للمجلس العلمي لولاية الجلفة ، ودعي عام 1993 عضوا في لجنة الفتوى ومقرر لها وفي نفس السنة كلف ناظرا للشؤون الدينية والأوقاف لولاية الجلفة .عين سنة 1995 كرئيس للجنة الفتوى في الحج .خرج للتقاعد عام الـ1996 ليتفرغ للعمل الدعوي والفتوى والإصلاح بين الناس ، وكان منصتا لمحدثيه وافر العلم غزير المعارف.

مثل الولاية في العديد من الملتقيات الدولية والوطنية في مجال الفكر الإسلامي ، وتتلمذ على يديه العديد من المشايخ، وله مؤلفات ومخطوطات عديدة منها:" تحفة السائل بباقة من تاريخ سيدي نايل " و كتاب "الطرفة المنيرة في نظم السيرة" ، رحل الى جوار ربه عصر الأربعاء 20 ماي 2009 الموافق ل 24 جمادي الأولى 1430. شيعه نحو 20 ألفا من أبناء الجلفة ظهر الخميس وهاهو رابع علماء شمال افريقية يموت هذا العام بعد الشناقطة والشيخ الامام العلامة محمد باي الادراري .

الخميس، 28 مارس 2013

محطات في مسيرة العلامة عبد القادر بن ابراهيم المسعدي النائلي



شهدت الفترة الممتدة ما بين 1900 إلى غاية 1956 الكثير من الأحداث، ميزها ميلاد وانبعاث الحركتين الوطنية والإصلاحية بالجزائر. رغم الظروف الصعبة التي كان يعيشها الشعب تحت سلطة (المستدمر) ومرور سبعون عاما على دخول الجيوش الفرنسية الغازية إإلى الجزائر.
وكان المسعدي كغيره من العلماء والمفكرين ورجال الإصلاح على علاقة مباشرة بتلك الأحداث ولم ينقطع عنها باعتباره احد ابرز المساهمين والمؤثرين فيها. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى، إن عصر المسعدي كان له الأثر البالغ في تكوين شخصية باعتباره شاهدا على العصر. وهناك أحداث مباشرة مست حياته الخاصة كوقوفه ضد المستعمر والمكائد والدسائس التي كان يقوم بها أعوان فرنسا للإيقاع به والتزامه بالتعليم الحر وتأثره البالغ بقانون 8 مارس المشؤوم. والشيء المهم التحاقه بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين والتي أصبح عضوا عاملا في صفوفها وربط علاقات متينة مع شيوخها خاصة الشيخان عبد الحميد ابن باديس والبشير الإبراهيمي الذي كان يتبادل معه الزيارة  والرسائل.
أما مسقط رأسه مدينة مسعد عاصمة أولاد نائل التي اختارها يوما الرومان لإقامة مركز عسكري متقدم في سنة 198 بقيادة قائد قلعة كاستليوم  ديميدي. فلم تكن في ذلك الوقت بعيدة عما يقع من أحداث الشيئ الذي جعلها موضع رقابة دائمة من طرف الحكام العسكريين كمنطقة عسكرية تابعة للقيادة الحربية بغرداية باعتبارها شهدت أحداث، خاصة منذ زيارة الأمير عبد القادر إلى أولاد نائل ووصول الجنرال يوسف إلى مشارف مسعد في31 مارس 1845 حيث قام السكان بمعركة عين الكحلة بجبل بوكحيل ضد قوات الجنرال يوسف.
ثم ظهور مقاوم شرس وهو الإمام الثائر عبد الرحمن بن الطاهر المسعدي المعروف بالشيخ المرابط والذي دعي إلى مقاومة المستعمر كما انه عقد في تلك الفترة ملتقى حضرته شخصيات دينية وسياسية في1923 بمنطقة (بريش) بصحراء مسعد من اجل توحيد الصفوف وإعلان المقاومة في المغرب العربي حضره عدد من مشائخ ذلك العصر من كل الأقطار وممثلين عن تونس وليبيا والمغرب وقد سجل الشيخ بيوض الذي حضر اللقاء والذي دام ثلاث أيام، ذلك في كتاب عنونه (ثلاث ليالي في الصحراء). وقد قبضت فرنسا على عبد الرحمن بن الطاهر الذي عاد من ليبيا بعد دعمه للمقاومة هناك، أثناء إحدى المعارك رفقة 250 فارسا وأودعته سجن سركاجي حيث تمّ إعدامه في 14 جويلية 1931 المصادف لعيد فرنسا ودفن بمسعد. بالإضافة الى  المقاومة التي قام بها اولاد سيدي سعد خاصة معركة عين الناقة بسبب قتل الأهالي لضابط فرنسي بمنطقة المجبارة يدعى النقيب "ويصال" في 12أكتوبر 1854.
كما ان وضع مسعد الاقتصادي والاجتماعي ليس بأحسن حال مما كانت عليه الجزائر سياسيا. اذ شهدت المجاعة التي ضربتها سنة 1945 وعرفت بعام (التشيشة). بالإضافة إلى سياسة المستعمر في تفقير الشعب وتجهيله. إلا أننا نستطيع أن نقول انه على عكس الظروف الاجتماعية الصعبة والحالة السياسية والاقتصادية التي كانت تعيشها الجزائر ومناطق الجنوب آنذاك إلا أن البيئة الثقافية كانت مزدهرة بل وعرفت أزهى فتراتها. وانتشار الزوايا في كل ربوع الولاية. فالمسعدي هو الإمام اللغوي الأديب الفقيه الشيخ عبد القادر بن ابراهيم بن الشيخ الطعبي السعداوي عرشا, المسعدي مولدا, النائلي, ولد سنة 1888 في دوار عرش أولاد طعبة في سفوح مسعد. في بيت متواضع من بيوت أولاد سعد بن سالم إحدى البطون النائلية المتمركزة في جنوب الجلفة.
عرف بالمسعدي نسبة لمسقط رأسه. ولد في أسرة كريمة عرفت بالتقوى والصلاح, حيث كان أبوه أحد أعيان عرش أولاد سعد بن سالم.
وقد حرصت والدته على تربيته وتنشئته على القيم والمبادئ الإسلامية, وكانت تخدمه بنفسها سواء صغيرا أو كبيرا. وأدخله والده الكتاب وحفظ القرآن في سن مبكرة (سبع سنوات). وكان عصامي يجتهد لتعليم نفسه فبدأ يطالع ما وجده من الكتب, حيث قرأ القطر, ولامية الأفعال لابن مالك, والقاموس المحيط, والسيرة النبوية لابن هشام والعقد الفريد والكثير من المؤلفات الأخرى. اكسبته علما غزيرا وكان يحضر ندوات العلم وحلقات الدرس التي كانت تقام عبر المساجد, ويستمع ويسجل ثم التحق بمقاعد الدراسة ليتحصل على الشهادة الابتدائية, الا اننا لا نعرف من شيوخ المسعدي الا اثنين اولهم الشيخ الطاهر بن العبيدي  الذي درس عليه بتقرت النحو والفقة والتوحيد وبقي عنده طيلة ستة اشهر. ورغم ذلك لم يأثر فيه شيخه بسلوكه الصوفي وختم الالفية في حضرته بقراتهم عليه في صفر 1328 وعمره انذاك 24 سنة.
اما معلمه الثاني فهو الشيخ محمد بن على حساني (1868– 1910) الذي درس عليه اللغة الفرنسية والتي أجادها باتقان,, ليصبح نابغة عصره في اللغة والفقه والحديث. حيث قرا شكسبير وترجم فيكتور هيغو.
وقد ساهم في تعكير صفو حياته الضربات الموجعة التي كان يتلقاها خاصة في وفاة رفيقيه والده واخيه حيث كان شديد الالتصاق بعائلته وكان والده ابراهيم واخوه محمد من اشد المقربين اليه وقد تاثر كثيرا لوفاتها- توفي والده ابراهيم بن الشيخ شهر اوت 1940 وكانت المدة التي تفصل بينه وبين محمد شهرين ونصف- عوقب بالسجن في حكم الكومندان شومر، كما بالنفي الى مدينة الجلفة من طرف الكولونيل مسوتي وحكام رباط مسعد مثل السيدين بوكس والفسيان جرمة.
وفرضت عليه الاقامة الجبرية بمنطقة (المعلبة) بعض الوقت وذكر ذلك في رسالته الى صديقه بن عياش بن الطيب يذكر فيها انه أقام بالمعلبة وقد سئم البقاء فيها..
كان واسع الخيال ولم يكن مثل معاصريه الذين كانت ثقافتهم تقليدية ترتكز على الثقافة الدينية واللغوية. عرف (.. باتجاهه السلفي الإصلاحي، أوى إلى شبه عزلة صوفيه.. من أغزر الكتاب كتابة وأطولهم نفسا.. اشتهر بحفظه الجيد وغزارة علمه. له قلم فياض وأسلوب يجمع بين النقد والفكاهة..)
وقد نبغ المسعدي في كثير من العلوم حيث كان يعتمد عليه في الفقه وكانت فتاواه مصدرا للتشريع آنذاك. كان يعلم بالجامع الكبير بمسعد. كما درس بالجلفة، ويدرس لطلبته كتب الصلاة والفرائض من سيدي خليل ومن بين اشهر تلاميذه الامام الشيخ محمد بن عبد الرحمن الرايس، والشيخ بن عياش والقاضي عرابي عطا الله هذا الاخير الذي كان يكيد له الدسائس وعين من عيون الاستعمار حيث كان سببا في قضاءه 23 يوما في السجن بعد وشاية من القاضي  وزاره في سجنه المحامي. لاقايارد  من البليدة الذي كلفه اخوه بقضيته.
وقد عرض المسعدي شكواه ضد القاضي الى حاكم رباط مسعد في رسالة  مشهورة كتبها في 10 جوان 1939. وعرف عنه وقوفه ضد المستعمر الفرنسي الذي كان يرصد تحركاته ويكيد له الى جانب محنة السجن والاعتقال، النفي والمتابعة وكانت الادارة الفرنسية ترصد تحركاته اولا بأول في تقارير مكتوبة مسجل عليها (هذا الرجل خطرا على الأمن العام وعلى فرنسا).
وكان المسعدي ناقما على الوضع وعلى اهله وذكر ذلك في احدى رسائله للديسي حيث يقول (..ولاحي الله هذا الزمان ولا بياه، زمان سادت أراذله، وشاطت أباطله، عفت فيه القوافي ولم يبقى منها سوى الرسوم العوافي –ثم يضيف– على اني بين اظهر بني نائل، ولم استظهر من نائل، وبين بني سعد ولم يسعدني سعد..) وهو ماجعل الديسي يتجاوب معه ويرد عليه في احدى رسائله، حيث وصفه بقوله: (بدر بني سعد وان لم ينصفوه قبل وبعد، اذ لو انصفوه لتوجوه بل وزوجوه، من تحسد عليه مسعد، وان كان اهلها بعلمه لم تسعد...) الى اخر الرسالة.
وقد عبر المسعدي عن ذلك في احدى قصائده:
اصبحت في مسعد وليس يسعدني    دهــر بلا صـحـب ولا ديـــن
كـانني جـئت اغـتـال العـقـول       او اعلـمـهم طيش السـراحي
او كأنني مصحف في بيت طاغيــه    هلباجة من أهيل ذمة الديـــن
ورغم انه كان منكبا على القراءة والكتابة والتعليم الى انه كان يرحل من حين لاخر لزيارة شيوخه او حضور اجتماعات خاصة رحلته الى زاوية الهامل لالقاء دروس وزيارة صديقه الديسي المدرس بالزاوية.والالتقاء بالاعلام والشيوخ الذين كانوا يزورون الزاوية بانتظام،وللمسعدي قصيدة قالها  حينما وافى ختم ملحمة الحريري للسيد الخليل نجل المصطفى القاسمي بعد ان سئل ان يقول في ذلك شيءمن شعره وكان بصحبة ولده محمد، فقال:
محمد بشرني بعز واقبـال اذا     ماحللنا فيث عريسة رئبال
اذا مانزلنـا بين ليث واشبـل      بهم تدفع الاوا وابلغ امالي
هم العروة الوثقى هموا كعبة الندى      هموا قبلة الرجى هموا صفوة الاءال
 وكان بالمناسبة يلتقي بشيخه الطاهر العبيدي ففي إحدى وثائقه نجد بأنه أجاز صديقه الروحي ابن عياش بن الطيب بالحديث المرفوع الى السند حيث يذكر (كتبت وانا اضعف خلق الله البر الرحيم عبد القادر بن ابراهيم لطف الله بي في الدارين امين حدثنا الشيخ الطاهر بن العبيدي بالهامل حدثني الشيخ المكي بن عزوز بسنده المتصل الى سيدنا معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يامعاذ اني احبك فقل دبر كل صلاة اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وقال الشيخ بسنده وانا احبك الخ وانا اقول لك ياعبد القادر اني احبك الخ وانا اقول لاخي الروحي يابن عياش بن الطيب اني احبك فقل دبر كل صلاة اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وقد اجزته به واجزت له روايته عني لمن يحقق بذلك حسبما اجازني الشيخ رضي الله عنه  فليشدد يده بهذا الكنز الذي تنقطع دونه امال الرجال من سند صحبة سيد اهل الكمال والحمد لله على كل حال ذالك فضل الله يؤته من يشاء والله ذو الفضل العظيم) وهذا يدل على ان المسعدي سمع عن العبيدي في الهامل.
كما كان كثير التردد على مدينة آفلو لزيارة صديقه البشير الإبراهيمي في منفاه. أما العاصمة فكانت زيارته لحضور اجتماعات جمعية العلماء المسلمين لقاء صديقة الإبراهيمي في بيته.
عين مفتي الجلفة سنة 1928. ووجدنا رسائل عديدة تأتي إلى الشيخ من مختلف الأقطار وحتى من عند العبيدي والديسي يسألونه في بعض المسائل. ومن اشهر فتاويه ما شكل على علماء ميزاب من ميراث المخنث وهي الفتوى التي بلغ بها صيته المرابع المجاورة خاصة الإخوة المزابيين وكان سؤال عن فتوى من بن الحاج بكير بن يحي "مزابي في القرارة"
كما عرف عنه كاتبا في صحف جمعية العلماء إذ لما تأسست جمعية العلماء أصدرت قرارا لها في 1933 يقتضي بتخصيص جزء من الشهاب تنشر فيه خطبها ومحاضراتها وفتاويها وجميع منشوراتها العلمية ثم أنشئت الجمعية فيما بعد جرائد وفي سنة 1935 صدرت البصائر. فنشر فيها عدد من المقالات والآراء وقد حدثني الباحث والمحقق (ضيف)  انه اطلع في جريدة على رسائل تحمل عنوان كتبها المسعدي وللاسف الشديد لم اطلع عليها.
وعرف بأنه مترجما لإتقانه اللغتين العربية والفرنسية اذ عرف عنه انه اول من ادخل أدب شكسبير وفيكتور هيغو إلى نواحي الجلفة وخاصة منطقة مسعد.
كما انه كان من الأوائل الذين التحقوا بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، حيث شارك في الاجتماع التأسيسي المنعقد بتاريخ 17 ذي الحجة 1349 الموافق 5 ماي 1931 بنادي الترقي بالعاصمة. حيث تم وضع القانون الاساسي للجمعية والمصادقة عليه، والموافقة على تشكيل المكتب الإداري للجمعية.
كما كان يحضر لأغلب الندوات التي تقيمها الجمعية وحتى الاجتماعات الرسمية ومنها حضوره الجمعية العامة لجمعية العلماء المنعقدة في العاصمة من 1 الى 30/11/1934 بناء على الدعوة الموجهة اليه من رئيسها بتاريخ 17/10/1934. كما شارك في الاجتماع المخصص لانتخاب المجلس الاداري العام لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين لعام 1946
وصفه شيخه العلامة الطاهر بن العبيدي بقوله: "الإمام العلامة الهمام. خيثر المفهوم القاذف بجواهر المنطوق والمفهوم الخطيب المنشئ" ويصفه كذلك الشيخ بن العبيدي "غرة جبين الآداب, ودرة الجحاجحة الألباب الرواي من الكلام صحيحه والزاوي من اللسان العربي فصيحة, الضرغام الذي إن تكلم أفهم… وإن كتب أرهب وإن ناضل قضم وقصم وإن نازل قهر وطهر…" ويصفه الشيخ عبد الرحمن الديسي بقوله: "قسر البراعة وأفضل من أقر على أنامله البراعة بدربني سعد.. خير جليس وأفضل أنيس…".
وقد ترك العديد من المؤلفات ما زالت مخطوطات منها:
 شرح لامية الأفعال لابن مالك ،  طرفة البيان على نظم تحفة الإخوان وهو شرح على رسالة البيان للدوديرّ،  الكلام عن الولاية في الإسلام،  تفضيل البادية بالأدلة البادية [وهي رسائل أدبية تبادلها مع عبد الرحمن الديسي] ،  الصلاة،  البدعة في الإسلام،  شرح لامية العرب للشنفرى،  مظالم حاكم رباط مسعد المتوالية دكتاتورية  غير متناهية، وفتاوى كثيرة مختارات أدبية جمعها من أمهات الكتب، ديوان شعر مخطوط،  شرح على تحفة الأفاضل للشيخ العبيدي،  طرفة البيان على نظم تحفة الاخوان وهي شرح لمنظومة العبيدي التي نظمها في البلاغة للدردير، بالإضافة إلى دروس مكتوبة عبر كناشات كان يستعملها.
أما الرسائل فلا تعد ولا تحصى ضاع منها الكثير كان يتبادلها مع أعلام عصره أصدقائه من الأدباء والحكام والأعيان وكانت اغلبها أدبية وذاع صيتها لما فيها من عيون الأدب والحكمة والشعر وفنون النثر وهي من نوع الرسائل الاخوانية المتبادلة بين شيخ وتلميذه وشيخ وصديقه. ولم تكن بعيدة عن ما عرفته تلك الفترة من أحداث خاصة وانه في عدد من الرسائل نجد آراء سياسية بما فيها عدد من الأحداث الدولية خاصة التي شهدها العالم الاسلامي كالانقلاب الذي قاده كمال أتاتورك ضد الخلافة العثمانية. واغلبها تبادلها مع الشيوخ الإمام عبد الحميد بن باديس، محمد البشير الابراهيمي، الطاهر بن العبيدي السوفي (1886-1968) واخوه احمد العبيدي (1307/1397) ومحمد بن عبد الرحمن الديسي(1854/1921).
منها رسالة من الابراهيمي بخط يده وبختم جمعية العلماء تحت رقم 337 مؤرخة في 02 رمضان 1366/20 جويلية 1947 حيث جاء فيها (الاخ المحترم الشيخ عبد القادر بن ابراهيم حفظه الله. بعد السلام عليكم ورحمة الله فقد بلغتني رسالتكم ففرحنا بقدومها فرحتنا برؤية وجهكم اما ماذكرته عن استعدادكم للانتقال حيث تعمل للعلم وللدين فقد سرنا ذلك جد السرور وقد بلغني من جماعة الجلفة انهم راغبون في قدومك اليهم ونحن نوافقهم عن ذلك ونخضك على القدوم الى الجلفة وفتح دروس الوعظ والارشاد ونحن واثقون انك تخدم الحركة الاصلاحية لا في الجلفة وحدها بل في كل مايحيط بها من قرى واعراش.بارك الله فيك واعاننا واياك على الخير وعليكم السلام من اخيكم محمد البشير الابراهيمي).
اما مراسلاته مع شيخه الطاهر بن العبيدي فلا تعد ولا تحصى منها الرسالة التي يصفه فيها شيخه بـ (غرة جبين الآداب ودرة الجحاجحة الانجاب الراوي من الكلام صحيحه والزاوي من اللسان العربي فصيحه الضرغام الذي ان تكلم افهم وأفحم وان كتب أرعب وارهب وان ناضل قضم وقصم وان نازل قهر وظهر الأديب الذي لايجاري ولا يماري ومادراك ماهو بلغ القصاري..) فيرد عليه المسعدي (الحمد لله سلام أبهى من عقود الجمان وأزهى من روض الجنان وأذكى من الأس والأقحوان يهدى الى جناب الدراكة الملاذ العلامة الأستاذ ذي الأيادي والأيدي شيخنا سيدي محمد الطاهر بن العبيدي أبقاك الله على مدد الايام بجاه سيد الأنام وبعد يا مولانا ان عبيدكم لفي غلق عظيم ووجد جسيم لانقطاع الأخبار واندراس الآثار وقد كتبت لكم جوابا عن جوابكم ولذيذ خطابكم ورجوت الاطلاع على بعض أحوالكم مع انك يامولانا أهل الصفح الجميل والفخر الاثيل....
اما الرسائل المتبادلة مع محمد بن عبد الرحمن الديسي فلا تخلوا من السجع والصنعة كما ذكر د.بن قينه (حيث يختار الكلمات ذات الجرس الموسيقي والرنين القوي..)
 اما المسعدي الشاعر، فقد ترك عديد من القصائد لو جمعت لتشكلت أجمل الحلل لما تحويه. منها أول قصيدة قالها المسعدي بحضرة الأستاذ الطاهر بن العبيدي.
بكرا زرت بالشمس في حلل البها          حللا كساها نجل بحدة في المـــــلا
آذه شموس أم دروس قد بــدت          سحرا حلالا في المحافل قد حــــلا
قد صاغها شمس الهدى بحر الفدى        مشفى الصدى أعني الهمام الأفضلا
علامة التحقيق ذو اللفظ الأنيــــق     المكودي الألمعي الأجمـــــلا
لا سيما وقد كساه المرتضـــــى       حللا زرت بالشمس في عـــلا
العالم القطريف من حسناتـــــه        تسمو النجوم وفي العديد الطيسـلا
وقد فارقنا المسعدي يوم 30 أوت 1956 ورثاه شيخة الطاهر بن العبيدي، حيث يقول:
 مسعد حسرتي فقدت السعادة      وخلعت تاج العلى والسيادة
كنت بين القرى محط رحال       في بني نائل كقصر إشــادة
كان نور العلم فيك شريفا         إن فقد العلوم فقد السعادة
===
(*) بتصرف عن مقال : حفناوي يقرأ المسعدي أو من يتذكر العلامة عبد القادر بن ابراهيم النائلي ، 1988/1956 -  نشر بباب المقالات بمجلة التبيين عن جمعية الجاحظية، العدد 31 سنة 2008

السبت، 16 مارس 2013

الخيمة النائلية او البيت الحمراء

الخيمة الحمراء أو البيت الحمرا..

 

الخيمة الحمراء... رمز (سيدي نائل) ...كم حوت من كرم ومكارم، وكم أوتْ وسترت من كرائم، وكم ربّت من كرام...كانت هذه الخيمة تعلم من مكارم الأخلاق والقيم ما لا تستطيعُ كل جامعات الدنيا اليوم أن تعلمه لروادها، هنا كانت الأريحية الحاتمية، والنجدة الهاشمية، والشهامة العربية...هنا كان للخيل فرسان، وللقوافي لسان وأيُّ لسان، وعبقٌ لدماثة الغيد الحِسان في ربوع نيسان.. بالله كيف ينسى طعم الراحة من افترش (الحلفاء) تحت أطنابها؟ وكيف لا يحن من عرف الخشوعَ في محرابها..؟ ولقد صدقَ المعري:
الحُسنُ يظهرُ في بيتين رونقُه...بيت من الشِّعْر أو بيتٌ من الشَّعَر . خيمة اولاد نايل كما تعرف بالبيت الحمراء تصنع من الصوف والشعر ليوفر الحرارة والتدفئة وتفادى مياه الامطار وكذا الوقاية من لفحات الشمس والحرارة .والخيمة عبارة عن قطع قماشية تخاط ببعضها كل قطعة تسمى "الفليج"تتفاوت اطوال الفليج اما العرض فعادة مايكون 1م وينسج مباشرة على الارض بغرس اوتاد تشد النسيج يتواسطه قطعتان خشبيتان .
-الصوصيا "الميشع" بالاستعانة باداة اخرى للنسيج تسمى "المدرة" او"الضراب"
ملحقات الخيمة
"الطريقة" وهى قطعة النسيج الموجودة عند المدخل الواجهة على طول الخيمة
"الحيال" قطعة من النسيج الخفيف "ستار وتفصل جهة النساء عن جهة الرجال.
ترتفع البيت الخيمة عن الارض باعمدة خشبية وهى
"الكيزة" الاساسية وهى العمود الاطول يتوسط الخيمة النايلية بحيث ترفعه على شكل هرمى وعلى راسها "القنطاس" وهو قطعة مسطحة ودائرية للحفاظ على الخيمة من التمزق.
"البيبان" وهما العمودان الوسطيان الامامى والخلفى .
"السوابع" وهى الاعمدة الركائز الجانبية
"فراش الخيمة"
تفرش الخيمة بالداخل بافرشة صوفية تسمى الفراش العمرانى والذى يغلب عليه اللونان الاحمر والاسود.
بناء الخيمة كما سبق لنا ان ذكرنا ان البيت اوالخيمةتبنى بواسطة رفعها باعمدة خشبية ولكن هناك بعض الملاحظات الخاصة وهى زوايا الميل الخاصة بالخيمة ففى فصل الصيف تزيد زاوية الميل فتسمح بدخول تيارات هوائية لتعطى اتعاشا وبرودة لمن يدخلوتفتح جهتا الخيمة .اما فى الشتاء فتنصب الخيمة فى سفح الجبل للوقاية من الرياح الشديدة وتحاط يسواقى تسمى "الونى" تبعد مياه الامطار الى الاسفل .
اما فيما يخص الوان الخيمة فالقصة كالاتى
نعلم ان سيدنا نايل اسمه محمد وهو من اشراف المغرب وسمى بنائل لدرجة علمه اى نال العلم وكانت العروش فى القديم تشكل مايسمى بالسماط والسماط عبارة عن تجمع للقبائل يكون بشكل دائرى وكانت الخيمة النايلية من بينهم لكن معظم الخيم كان يغلب عليها اللون الاسود فى ذلك الوقت كان يتردد بعض الزوار والطلبة على سيدى نايل لاخذ الدروس والمواعظ ومشاورته فى امور الدين والدنيا لكنهم كانوا يجدون صعوبة فى ايجاد خيمة سيدى نايل لكثرة الخيم وعلم سيدى نايل بالامر فاراد ان يميز الخيمة النايلية على باقى الخيم فاضاف اليها الاشرطة الحمراء ومن ذلك الوقت تميزت الخيمة النايلية عن باقى الخيم.

                        

الجمعة، 15 مارس 2013

القشابية.. تضرب بقوة في المدن

إقبال متزايد عليها من الموظفين والإطارات والوزراء والطلبة

القشابية.. تضرب بقوة في المدن

استطاعت القشابية التقليدية في الآونة الأخيرة أن تزاحم المعاطف الشتوية والسترات العصرية لتحجز لنفسها مكانا في خزانة الشباب الجزائري المتعطش دوما لكل ما هو تقليدي وتراثي، بعد أن كانت القشابية في فترة الثمانينات والتسعينات دليلا على البداوة يخجل أصحابها من ارتدائها في شوارع العاصمة أصبحت اليوم رمزا للرجولة والأصالة وسلاحهم لمواجهة تغيرات الطقس وبرودته، لتستطيع مزاحمة البدلات العصرية والماركات العالمية رغم ارتفاع سعرها، لتخترق أهم الإدارات والجامعات والمؤسسات العمومية والخاصة على حد سواء. وهو ما دفعنا للتجول في أشهر محلات بيع القشابيات بالعاصمة والتحدث مع تجار المهنة لنعود لكم بهذه الانطباعات.

تتوفر "القشابيات" في محلات بيع الثياب التقليدية والأنتيكات القديمة، وتتوزع هذه المحلات على طول شوارع العاصمة بدءا من ساحة الشهداء وصولا لأول ماي، حيث يتم جلبها من ورشات خاصة بالشرق الجزائري وبعض ولايات الجنوب كما تم مؤخرا فتح ورشات لخياطة القشابية الخفيفة المصنوعة من الكشمير والتي يسميها الشباب بـ"قشابيات تايوان" لأنها تصنع من كشمير صيني وتهترئ بسرعة شديدة في العاصمة وضواحيها. وإن كان لعشاق الأغراض القديمة نوع معين من الزبائن فإن "القشابيات" من خلال ما وقفنا عليه في جولتنا استقطبت مختلف فئات المجتمع الشباب والشيوخ وحتى الأطفال الصغار الذين استهوتهم الثياب التقليدية .

.

"قشابية" تتجول داخل إدارة عمومية منذ 15 سنة

وإن كان المتحدث السابق قد خجل في بادئ الأمر من ارتداء القشابية فإن "م. عبد اللطيف" يبلغ من العمر 67 سنة، إطار سابق في إحدى المؤسسات العمومية وقد أحيل على التقاعد، قد أكد لنا على أنه بقي يلبس قشابية والده لأكثر من 15 سنة داخل مقر عمله. وعن فكرة ارتدائها أكد لنا "عبد اللطيف" أنها كانت وليدة الصدفة، فبعد أن توفي والده كانوا سيتصدقون بملابسه وأغراضه فلمح القشابية والتي كان يرتديها باستمرار في المناسبات الخاصة والأعياد بينها، فصعب عليه التخلص منها ولم يتمكن من التخلي عنها بسهولة، لأنها المفضلة عند والده المرحوم فهي من الوبر الأصلي مصنوعة باليد جاءته كهدية من ولاية سوق أهراس وكانت أنذاك دليلا للقوة والنفوذ، عندها أردت الاحتفاظ بها فتحدثت مع اخوتي وتركوها لي بطيب خاطر. فكنت كلما شعرت بالحنين له ألبسها إلى أن تعودت عليها لتصبح جزءا هاما من ملابسي أرتديها فوق الطاقم الكلاسيكي والرياضي في كل المناسبات والخرجات وحتى عند التوجه للعمل ليتوقف قليلا ثم يتدارك يستحيل أن أتخلى عنها .

.

إطارات وسياح يقتنون أبهظ "القشابيات" والجزائريون يلبسون التايوان

تختلف أسعار القشابيات باختلاف أنواعها والمواد المصنوعة منها ، "بلحاج" تاجر قشابيات وملابس الحرم خريج معهد الإحصاء بالعاصمة، ويعمل بمحل والده بساحة الشهداء منذ 15 سنة، أكد لنا أن القشابيات المصنوعة من "الكشمير" وتسمى أيضا "قشابيات الشباب " عصرية خفيفة تشبه الى حد ما المعاطف الشتوية، تلقى رواجا كبيرا من قبل فئة الشباب، ذلك لانخفاض سعرها 1700 دج وتعدد ألوانها البني، الأسود و"البيج" وتوجد بأحجام مختلفة. وحتى الأطفال من عمر سنة الى 12 عاما يطلبونها بكثرة ويرتدونها أسوة بالكبار، مضيفا أن هذا النوع يصنع في ورشات خاصة بدرارية ويمكن ارتداؤها لأكثر من 3 سنوات.

وهناك أصناف أخرى "الوزانية المغربية" المصنوعة من القماش سعرها 1900 دج، البوسعادية من "الفلانير" بنفس الثمن وكلها تصنع في ورش جزائرية، إلا القشابيات التونسية الموجودة بنوعيها الصيفية الخفيفة والسميكة بالألوان يتراوح ثمنها بين 1100 و1600 دج، وتستورد خصيصا من تونس.

وعن القشابيات المصنوعة بالوبر أو كما وصفها "بقشابيات الإطارات" صرح "بلحاج" أنه يجلبها حسب الطلب خصيصا من عين بسام والجلفة، وسعرها يتراوح مابين 50 و40 ألف دينار وكذلك الأمر بالنسبة للقشابيات المصنوعة بالصوف والموجودة بأسعار من 15 ألف الى 25 ألف دينار، ورغم أن هذا الصنف يدوم طول العمر ويجري توارثه إلا أن الإقبال عليها وصفه البائع بالضعيف، فزبائنها معظمهم من الإطارات والوزراء وحتى من الأجانب المولعين بالثياب التقليدية، أما محليا فقليل جدا نظرا لارتفاع سعرها فالكل يبحث عن الدفء بأسعار منخفضة.

.

الوبر لمن استطاع إليه سبيلا

واعتبر "د. عبد النور" تاجر تحف وثياب تقليدية منذ 34 سنة، أن قشابيات الوبر والتي يتجاوز سعرها 65 ألف دينار في بعض الأحيان باهظة الثمن، لأنها تصنع باليد من وبر الجمل الصغير الخام وتزن 500 غرام ومن أهم ميزاتها أنها صغيرة الحجم عندما تطوى ولا تبتل بالأمطار. وهناك صنف ثان مصنوع من وبر جمل كبير يكون نصفها صوف والنصف الثاني وبر وزنها 600 غرام، كلتاهما تصنعان باليد في ولايات الأغواط، الجلفة، مسعد وحتى بعض المناطق من القبائل.

أما المصنوعة من الصوف الخالص فهي أثقل منها وسعرها مابين 18 و25 ألف دينار. ليستطرد البائع أن الشيوخ والكهول في سنوات التسعينات عزفوا عن ارتداء القشابية واعتبروها لباسا غير حضاري، إلا أن الشباب مؤخرا ومع برودة الطقس أصبحوا يرتدونها في شتى الأماكن والمناسبات حتى الأعراس وداخل الجامعات. مواصلا أن قشابية "الملف" المصنوعة من "الكشمير" هي التي تحظى بإعجاب فئة الشباب لوجود شبه كبير بينها وبين المعاطف الشتوية، كما أن أسعارها ما بين 1800 و3500 دج في متناول الجميع وهو سرّ نجاحها.

العلامة الشيخ مصطفى بن محمد بن الحاشي


العلامة الشيخ مصطفى بن محمد بن الحاشي







 ما أصعب أن تترجم لشخص , فتختصر حياتَه ، كلًّ حياته ، في كلمات أو فقرات أو حتى صفحات ,لتعرّف به ,وبحياته : نياته وخلجاته وخواطره ونظراته ثم أقواله وأفعاله وإنجازاته , لاشك أنّ ذلكم ضرب من الشّطط .
مابالكم بالترجمة لواحد من العلماء العظماء الذين اصطفاهم الله تبارك وتعالى ليكونوا من ورثة نبييه صلى الله عليه وسلم في رسالته الخالدة والذين أفنوا كل حياتهم في جهد وجهاد وفي عطاء غير ممنون في وقت كان الناس فيه كإبل المائة لا تكاد تجد بينهم راحلة في زمن عمّ فيه الجهل وطمّ بل بُرمج فيه التجهيل لأنه كان أهم وسيلة يتوسل بها الاستدمار لتثبيت أقدامه وبسط نفوذه .
خاصة إذا كان ذلك العالم من علماء المغرب المتّهمين بتهمة لا تزال ملازمةً للمتأخرين ملازمتَها للمتقدمين , وهي أن أهل المغرب لايُوَثّـقون ولا يهتمون بالكتابة فكم من عالم وكم من أديب ,فقيه,شاعر , ......ازدانت بهم ربوع مغربنا الكبير وذاع صيتهم وسطع نجمهم وملأوا الدنيا  بعلمهم ولمّا لم يتركوا أثرا مكتوبا اندثرت آثارهم ونُسي ذكرهم ولم تبق إلاّ أسماؤهم , وإن جئت تعرّف بهم وتدلّل على رسوخ قدمهم وطول باعهم خانتك آثارهم غير المكتوبة ، قد يسعفك النزر القليل من آثارهم في صدور الرّجال هذه الآثار التي تزول بزوال أصحابها .
الشيخ مصطفى بن محمد بن الحاشي واحد من هؤلاء الذين ملأوا الربوع وأغنوا الناس عن المساءلة في أمور  الدين وتفاصيل الفقه وأحكام الشريعة حتى لقب بالمحكمة المتنقلة وبعالم أولاد نايل .......وغيره , إذا جئت لتعرف به وبآثاره ومؤلفاته ماوجدت لذلك كثير أثر رغم أنه كان عظيما وكانت حياته عظيمة ماقولكم .......في شاب لم يبلغ العقدين من الزمن بعد إلمامه بكتاب الله تعالى وبقسط من العلوم الشرعية في إحدى الزوايا قطع قرابة عشرين ألف كيلومتر مشيا على الأقدام في غيبة عن الأهل دامت قرابة العقد من الزمن (حتى ظنه أهله في عداد الأموات) ساعيا وراء العلم ومجاهدا في سبيل الله في مواطن كثيرة كان ذلك زمن (ح ع 1) ولك أن تتصور الحياة زمنئذٍ والمدنية لا نقل , لا كهرباء , لا طرقات , قطاع الطرق ,.؟؟ 



من هو الشيخ حاشي مصطفى رحمه الله  ؟
هو مصطفى بن محمد بن الحاشي من مواليد الجلفة في القرن 19 ، سنة 1895 من والدين كريمين ليس لهما من العلم إلاّ ماكان من حبٍّ لله تعالى ونبييّه عليه الصلاة والسلام   وتقديسٍ لكل علم يعّرف بالله تعالى وبطريقه وبشرعه لذا دفعا بولدهما مصطفى إلى زاوية أولاد جلال لينهل من علومها , فحفظ القرآن مبكرا وحاز قسطا من العلوم الإسلامية المتاحة آنذاك في الزاوية , فبرزت حدة ذكائه وجميل صبره على التّعلم وسرعة بديهته ورجاحة عقله وهو لا يزال فتى يافعا .
وتوافق يوما أن  مرّت بهم قافلة قادمة من المغرب الشقيق قاصدة بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج مشيًا على الأقدام فاستضافهم وبعد المجالسة والمحاورة والتعارف عزم على الرّحيل معهم .
انطلق معهم وفي نيته هدفان محددان :
الأول : أداء فريضة الحج إلى بيت الله الحرام
الثاني : الاستزادة  من العلوم الشرعية
ما لبث الجمع أن مرّ بعد مدة بليبيا الشقيقة وكانت حينئذِ تخوض حربًا ضد المستدمر في زمن حكم السنوسي فاكتتب للجهاد في سبيل الله ضد المستدمر الكافر أبلى بلاءً حسنا ولم يلبث أن تبوأ الشّاب مصطفى مكانة عالية في الجيش لفطنته وذكائه وعمله وفقهه وشجاعته وإقدامه وأصيب في رجله بالرصاص . وحقق الجيش فيها انتصارات كثيرةً ومنحت للعالم المجاهد حاشي مصطفى شهادات تزكية عسكرية تشيد به وببطولاته .
مكث مصطفى مدة ثم عزم على الرحيل لتحقيق أهدافه لكنه انضــاف هدف ثالث إلى هدفيه سالفي الذكر ألا وهو الجهاد في سبيل الله لما ذاق من حلاوته وهو العالم بأجر المجاهد ومكانته عند الله تعالى وفريضة الجهاد ضد العدو الكافر , فاكتتب في المجاهدين المتطوعين لنصرة إخوانهم المسلمين في بلاد البلقان فيمّم مع مجموعة شطر بيت المقدس ومنه إلى  لبنان غير أن اندلاع الحرب العالمية الأولى حالت دون وصوله إلى مبتغاه . فقفل راجعا إلى بيت المقدس فمكث فيه زمنا وكانت الأرض المباركة خلوً من اليهود ومن دنسهم ثم يمم شطر بغداد بلد العلم والعلماء والمشايخ والزوايا وعرج قبل ذلك إلى سوريا ليعمل بها زمنا و واصل المشي إلى بغداد حيث استقر به المُقام في زاوية الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمة الله عليه  فلازم علماء يستزيد من العلم ويوسع المعارف وينهل من كل أصناف العلوم الشرعية فكان أن كُرّْم في العديد من المرات بشهادات شرفية منها شهادتان تتضمنان مناقبه وفضائله وتكليفه بنشر الطريقة القادرية في بلاد المغرب وكان محتوى هذا التكليف والميثاق هو نشر دين الإسلام وإطعام الطعام ومن العجب أن طول إحدى هاتين الشهادتين يبلغ 4.5 م
وبعد أمد غير يسير عزم الشيخ على تحقيق الهدف الثالث وهو أداء فريضة الحج فشدّ الرحال إلى بيت الله الحرام سيرا على الأقدام يقطع الصحاري والفلوات مع صعوبة المسالك والأخطار المحدقة خاصة من قطاع الطرق إلى أن وفقه الله إلى أداء الركن كاملا غير منقوص .
بعد ذلك قفل الشيخ راجعا إلى وطنه الحبيب فكانت رحلة دامت قرابة العقد من الزمن وبلغ طول مساره قرابة عشرين ألف كيلومتر وعدّه أهله من الأموات .  فيالهم من رجال
وصل إلى أرض الوطن وكانت وجهته الزاوية المختارية بأولاد جلال وكانت آنذاك تحت مشيخة الشيخ مختاري عبد الحميد ولما رأى الشيخ من علمه وفقهه وتوسم خيرا من تقواه وصلاحه عرض عليه الإمامة بالمسجد الكبير بالجلفة ,فأبى الشيخ مصطفى وتعذر بظروفه الخاصة وأشار عليه بذلكم الشاب الصالح العالم الشيخ عطية مسعودي رحمة الله عليه بتولي الإمامة والتدريس .
كرس الشيخ مصطفى رحمة الله عليه حياته لخدمة الإسلام والمسلمين ونشر العلم والـتصدر للفتي في البدو والحضر فارتشف المسلمون من علمه ونهلوا من فيضه ، أميًّهم ومتعلّمهم وكان ينهي الخصومات بين المتخاصمين ويقضي بين المتحاكمين ويفصل في الأمور العالقة ارتجالا فكُنيّ آنذاك بالمحكمة المتنقلة وبعالم أولاد نائل رحمة الله عليه ولما اندلعت الثورة التحريرية المباركة لم يكن لشيخ عالمٍ هذه سيرته وتلكم مسيرته أن يتخلف عنها وهو الأعرف بأجرها وبنفعها لبّى نداءها وكان سباقا بما لديه لنصرتها والذود عن حمى الوطن الحبيب رغم تقدمه في السن (أكبر من 60 )
ألقي عليه القبض وسجن وعذب حتى كسرت ذراعه وذلك سنة 59  ، كما شجع أبناءه إلى الانضمام للمجاهدين فكان ثلاثتهم ممن أبلوا البلاء الحسن قضى اثنان منهم بعد الاستقلال ومازال المجاهد الحاج حاشي عبد الحميد بن مصطفى على قيد الحياة  أطال الله عمره .
وبعد الاستقلال تفرغ الشيخ لتدريس العلم والإفتاء وتذكير العوام في كثير من مساجد الجلفة (مثل ابن معطار , وابن دنيدينة السعادة .......إلخ) توفي سنة 1980 عن عمر يناهز الخمسة والثمانين عاما
وبعد أيها القارئ الكريم ،  هل تراني وفيت الشيخ العالم المجاهد الجليل حقه ؟ أبدا هو أكبر بكثير ، أعتذر للشيخ ،  كما أعتذر للقارئ الكريم ومن ورائه لكلّ أبناء الأجيال التي حرمت من معرفة الشيخ
تم بحمد الله /  كتبه حفيد الشيخ : الأستاذ : دليوح مصطفى محمّد

حرفة تقليدية تواجه الاندثار

حرفة تقليدية تواجه الاندثار


تشكل الصناعة التقليدية احدى المكونات الاساسية الشخصية الجزائرية الابداعية فهى الوسيط بين الماضى والحاضر .يستقبلها العالم فى صورة منتوج صغير لتبلغ عن رسالة اصيلة معطرة برائحة الحضارات السالفة والتراث الانسانى الثقافى الذى صهرته عبر سيرورة التاريخ للخلافة الابداعية للانسان الجزائرى بصفة عامة للصانع التقليدى خصوصا وهو مايبرز اعتزازه بكينونته وانفتاحه على الاخرين .وتحتضن مدينة مسعد كما يعلم الجميع .صناعات وفنون شتى ومتنوعة تعد النشاط الرئيسى لفئة عريضة من السكان وتشكل مورد عيش اغلبيتهم وفضلا عما تضيفه من رونق وبهاء على مختلف معالمها وفضاءتها مما يجعلها تحضى بمكانة خاصة فى نفوس مختلف الزوار الذين يتوافدون عليها .والصناعة التقليدية صورة لهذا المجتمع فى كل مراحل تطوره لهذا جاءت منتجاتها متنوعة وغنية بالدللات الاجتماعية والتاريخية وهذا التنوع دال على المستوى الحضارى المتميز للمجتمع الجزائرى. لقد حظيت صناعة ادوات البرنوس بمدينة مسعد طيلة العقود الزمنية المتعاقبة بماكنة متميزة عكستها ماتحتله هذه الحرفة غير ان هذا الارث اصبح يواجه اليوم الكثير من الصعوبات قد تودى الى اندثاره وتعصف بالحرفة من جذورها ويقول فى هذا الصدد السيد قندوز محمد احدى الحرفيين القلئل لازلنا نتمسك بهذه الحرفة التقليدية .ونتحمل متاعبها وخاصة المواد الاولية ومكابدة جميع مراحل التصنيع .ان مواصلة مسيرة الحرفيين تتطلب الكثير من الدعم والتحفيز وهو الامر الغائب بتاتا .

السبت، 9 مارس 2013

سوق القشابية والبرنوس المسعدي


الجمعة، 8 مارس 2013

علامة مدينة مسعد جنيدي الحاج البشير الدوا

حتى لاننسى جنيدي الحاج بشير - الدوا -(غاليليو مسعد)
عندما تسمع عنه وعن عبقريته لايمكن ان تتصور فى مدينة صغيرة متواضعة تواضع هذا الشيخ العالم ...كم من كنوز للعلم والمعرفة كنوز الانسان مختفية مدفونة ...صعب جدا التكهن بالعدد والصفة...فى هذا الوطن العزيز المترامى الاطراف جنيدى البشير "دووا " doua ...هذا الشيخ ..الهرم كان وبكل اعتزاز رمز للعلم والمعرفة و هو فعلا غاليليو عاش طويلا وهام حبا بالعلوم وتفنن فى البحث فى مكنونتها ..رغم ذلك عاش هذا الشيخ فقيرا معدما ..وكان يتقن اللغة الفرنسية والايطالية..كان الناس لايفهمون رسالته والهدف منها وكانو يعتبرون عمله شيئا غير مفهوما او الغاز يعجزون عن فك رموزها ...ولذلك عارضه علماء فى نفس المدينة واتهموه بالخوض فى امور "ميتا فيرزقية"...ولكنه رفض هذا التحدى فى مجتمعه الذى لايقدر معنى العمل والابداع ويغرق شيئا فشيئا فى الجهل والظلام .ولد هذا العالم سنة 1908بمدينة مسعد وفى سنة 1927 انتقل الى العاصمة ..بعدها كان رحيله الى فرنسا حينها تاثر ايما تاثر بذلك ...لانه وجد نفسه يشتغل فى مصنع renault مع زعماء حركة التحرير مصالى الحاج هو شىء منه وشووان لاى... لقد كان فعلا شرفا عظيما لهذا الشيخ doua جنذال.. كانو يعملون كلهم ككهربائين فى السيارات ..لقد عاصر تطور شركة renault وظهور التلفزيون فى اوربا واما عاد الى ارض الوطن كانت غريزة الابتكار تكبر فيه شيئا فسيئا...فعمل كعون ميكانيكى وشارك فى تركيب الطائرة الهوائية ثم اشتغل فى كل الاشياء التى اثارت فضوله العلمى والابداعى فن النجارة ..التصوير الى صنع المشروبات الغازية الرسم والنحت على المعادن والزجاج ...كان مصورا فذا فى بديات عصر التصوير الفوتوغرافى(45سنةفى هذا الفن )اشتغل كذلك فى صناعة الزجاج ..حتى سموهالناس فى ذلك الوقت بthomas edison اراد هذا الشيخ العالم تسجيل براءة ابتكاراته ولكنه اصطدم بواقع مر لايعترف بالعلم فكان كالحلزون الذى اراد تسلق جبل فلقد اصيب الشيخ بخيبة امل فى مجتمعه الذى لم يقدر اجتهاده العلمى.رغم الاحباط واصل الشيخ كتابة مقالات فى علم الجولوجيا والفلك كاتب جرائد ومجلات وسجل عدة اشرطة سمعية كان يتكلم عن القمر والكون الهدروجين و الذرة كمن يتكلم عن اولاده الذين مات اغلبهم رغم هذا كان douaغير مقبول فى نظرياته انعدام تبصر الاخرين ام لقصر نظرهم لست ادرى المهم هذا الشيخ مات مغمورا مهضوم الحق فى بلده لم يكن يستحق الا التقدير والتبجيل ولكن للاسف زمن لايقدر زمن اللامبلات لقد كانهذا الشيخ استاذ كان دائرة معارف فاشهد يازمن ...واكتب للتاريخ والعلم.

الخميس، 7 مارس 2013

آثار قلعة قديمة بمنطقة سدرحال


الثلاثاء، 5 مارس 2013

متواجدة فقط بجنوب الجلفة: نخلة الدوم القزمة تهددها أيادي العابثين

 متواجدة فقط بجنوب الجلفة: نخلة الدوم القزمة تهددها أيادي العابثين

إن الاهتمام بمكتسبات أمتنا يتطلب الجهد المشترك بين أبنائها قصد حمايتها وترقيتها ومن هذه المكتسبات الآثار والمناطق التي تتواجد فيها التي هي مكسبا سياحيا واثريا هاما.


لقد قامت جمعية أولاد نايل لحماية الآثار وترقية التراث بزيارة ميدانية لمنطقة الدوم المتواجدة ببلدية دلدول جنوب مقر ولاية الجلفة وتحديدا المكانين دير النخل وصفية البارود حيث تتواجد بهما رسومات من العهد الحجري ونخيل الدوم القزمة.

هذه المنطقة التي كانت قبلة للزوار من الأجانب وأبناء الوطن قبل فترة الأزمة الأمنية التي عرفتها بلادنا ولكن ما اثأر اهتمامنا وجود عمليات تخريب على هذه الرسومات بفعل يد العابثين الذين لا يعرفون قيمة هذه الآثار حيث تعتبر حلقة وصل بين تواريخ الأمة وأزمنتها المتعاقبة ورباط متواصل بين الأجيال الذين يرثونها كمكسب عام لكل أبناء هذا الوطن.


وكذلك نولى العناية بنخيل الدوم القزمة التي لا يوجد لها شبيه في كل ربوع بلادنا حيث تتميز بشكلها المكتمل كشجرة نخيل لكنها قزمة جدا زادت لهذه المنطقة أهمية كبرى وما يؤسف ما لاحظناه من تخريب وقطع ساخر لا يعرف له سبب ولقد علمنا من شيوخ ورجال هده المنطقة أن السياح الأجانب أبلغوهم أنه مثل هذا النخيل نادر جدا وكانوا يوصون أهل المنطقة بحمايتها ورعايتها لكن للأسف تعرضت لما هو أخطر ألا وهو الاقتلاع والحلاق المتعمدين في أحيان كثيرة.



وأخيرا هناك تساؤلات كثيرة نطرحها في حق هذه المنطقة: أليست أرثا تاريخيا؟ ألا تستحق أن تكون من مصنفات المناطق المحمية؟ ألا تستحق هده المنطقة أن تعاد لها قيمتها الترقوية؟ ألا يهم السلطات المحلية أن تصبح معلما سياحيا؟ أليست جزءا من هذا لها حق الرعاية؟ أليست مكسبا عاما ترعاه الوصاية؟

وبعد هذه التساؤلات التي تحز في نفوس الغيورين على كل ذرة تراب من هذا الوطن جميعه لا منطقة معينة نتأسف ونتحرق حزنا على طمس المعالم الأثرية وهدم بنيتها التركيبية التي إن مست بشيء ولو كان بسيط إطفاء شعلة تاريخية يندى لها كل فحل وينتفض لها كل من حارب المستعمرين الغزاة على مر العصور حماية لوطننا الجزائر لتصل إلينا هذه الشعلة أمانة في أعناقنا جميعا نوصلها نحن بدورنا إلى أجيال المستقبل.


يا سيادة المير ثروتنا الفلاحية مهددة بالزوال الكلي و روائع بساتيننا على أبواب الانقراض

يا سيادة المير ..

ثروتنا الفلاحية مهددة بالزوال الكلي و روائع بساتيننا على أبواب الانقراض

في زمن مضى كانت مدينة مسعد تزخر بالمئات من الحدائق و الغابات المنتجة لكل أنواع الخضر و الفواكه و بقيت هذه الثروة الفلاحية لعصر طويل مصدر عيش المسعديين .. لكن و للأسف أهملت الأراضي الفلاحية من طرف أصحابها الذين أرغموا على ذلك بسبب الشح المائي الذي نتج عن جفاف مياه السدود و السواقي و الأبار التي كان يعتمد عليها الفلاحون في سقي أراضيهم ..مما أدى الى انقراض تلك الأرزاق التي ملأت أراضينا لسنوات طويلة فأختفت الأشجار و تضررت الأتربة الخصبة و لم تصبح الا أراضي قاحلة .. و رغم العديد من المجالس التي تعاقبت على بلديتنا لا أحد منهم فكر في توفير الماء للفلاحين بحفر أبار بالمنطقة و تشجيعهم على مواصلة انتاجهم الفلاحي و انقاذ ثروة مسعد الزراعية التي كانت ذات يوم مفخرة أهل البلدة الذين قهرتهم خيانة المسؤولين و موت ضمائرهم .. فهل هناك أمل لعودة تلك الحدائق الرائعة التي كانت تعج بالخيرات في يوم قادم .. أم أن الاسمنت سيحتل ما تبقى من مساحات الاخضرار و الخصوبة ..... الاجابة طبعا لا يملكها الا رئيس المجلس البلدي ... 
بقلم :عمر ذيب

إبداعات بقلم : عمر ذيب

لن تشتروا صمتنا .. فنحن مختلفون عن الأخرين
لكل امرئ له الحق في أن يكون له رأيه
بقلم عمر ذيب
اذا أردت أن تلعب بمشاعر الناس .. فاملأ رؤسهم بالأكاذيب المصنوعة
من أجل محاربة الأوهام .. بالتصدي للكذب و النفاق
هم يملكون الأضواء .. و نحن نملك الثقة و الشجاعة
عيوننا تأبى أن تنام على فضائحنا .. التي نتكبدها في كل مناسبة جديدة

.................................
 

لمجلة الصقر عمر ذيب .. أدركوا هذا المجتمع .. انه يغرق
مسعد من زمن الحضارة الراقية و الأخلاق الفاضلة .. الى زمن الرداءة و الانحطاط
مدينة مسعد التي ارتبط اسمها بتاريخ كبير تعجز الاوراق على حمله .. و التي بلغ عدد سكانها 110 ألف نسمة تعيش أتعس و أخطر فترات حياتها .. و لعل التعاسة و الخطورة هذه تظهر في الأماكن العامة أكثر منها في الأماكن البعيدة عن الكثير من عيون المسعديين .. بحكم مدى الانتشار الواسع لأخبار الحوادث التي تقع في الأمكنة الشعبية المشهورة ..قبل سنوات عديدة كانت مدينة مسعد تعيش الفرح و الهدوء و يسودها الحب و الأخوة و التعاون و تملؤها الطمأنينة و الارتياح ..فما هو حال مدينة مسعد اليوم .. الجواب بكلمة واحدة .. لاشيء ..... و السبب عدم تحمل المسؤولية العمومية لأبناء المدينة الذين يفضلون الانسحاب السلبي و الصمت الكارثي .. هذا الموقف عند أغلب المسعديين لا يحتاج الى جهد كبير أو دليل قاطع لاثباته لأن الحوادث التي يشهدها الشارع المسعدي في السنوات الأخيرة تغني عن كل تعليق ..فبقدر الاوضاع الكارثية التي بلغها الواقع الحياتي المسعدي بقدر ما كانت وراء كشف حقائق كثيرة متنوعة و مؤلمة للكثيرين .. و قد نجزم أنها ما كانت لتظهر و ينكشف المستور منها لولا حدوثها ..تساؤلات كثيرة تتحدد معالم الاجابة عنها لكل متتبع للأسباب و العوامل الحقيقية التي كانت وراء تدهور المستوى الأخلاقي و الحضاري لمجتمعنا الذي كان مدرسة للأخلاق الاسلامية العملاقة .. فالمواكب و المتتبع لهذا الضياع قد يكتشف النوايا غير البريئة لأولئك الذين يدافعون عن بقاء الأزمة المسعدية بشتى الطرق الملتوية و الخفية .. و حتى يتمكنوا من ذلك يسعون ليلا و نهارا الى تنظيم الأزمة تماشيا مع الأهداف التي سطروها .. و بقدر المسعى الرامي الى تعميق أزمة المجتمع المسعدي و تغييب رأس الخيط كما يقال .. بقدر ما يتعمق فهم المواطن المسعدي لشخصية تلك الأسماء التي لاشك أنها تتنفس الصعداء في ظل الأزمة فقط ..أما دون ذلك فيشكل لها حالة زكام دائمة بل قل اختناقا و صعوبة في التنفس على مستوى كل الأصعدة .. و ليس هذا فقط فالكوارث الاجتماعية و الحضارية المتعاقبة محليا كشفت الى جانب ذلك كله مرض انفصام الشخصية لدى تلك الأسماء التي تتلون في كل مناسبة و تتقن فن اختيار الألوان الذي يعتبر أحد الفنون المسعدية التي اكتسبت شعبية كبيرة في السنوات الأخيرة .. فيا ترى متى نستفيق و نعلن حالة الطوارئ على هذا النموذج البشري المسعدي العاق و الخائن الذي يعمل على تحطيم كل ما هو جميل و ثمين في هذه المدينة التي تستغيث و تطلب النجدة من أبنائها المخلصين .... لمجلة الصقر عمر ذيب

الاثنين، 4 مارس 2013

المسعديون و الألم


المسعديون و الألم ………. الحب الأبدي هل صار قدرا أن يتواصل مسلسل الألم في حياة المسعديين .. و هو الذي يرغمهم على مرافقته في رحلة طويلة لا تعرف النهاية هكذا تعود أبناء مسعد مع الوقت و كلما قرروا الغوص في نوم عميق يتذكرون الخيبة و المعاناة و جراح الواقع التي طال معالجتها و تضميدها انهم أبرياء يبكون في صمت ..انهم أجسام مكسورة أنهكتها الظروف انهم وجوه يشتكون من الذين سرقوا الابتسامة من شفاههم .. يحاولون أن يثبتوا وجودهم حتى لا يتركوا الأمل يتلاشى على ملامحهم هم يعرفون من لا يحب لهم خيرا .. لكنهم يرفضون الاساءة و المعاملة بالمثل فالحقيقة أصبحت ساطعة و كل الحلول لن تفعل شيئا أمام زيف النوايا و تغيير الأقنعة هي حكاية طويلة تليق للألاف من العناوين .. واقع بدون مطر و ربيع بلا أزهار لمجلة الصقر عمر ذيب …………………………………………فيفري 2013

رئيس الجمعية رفقة مدير الشباب والرياضة

رئيس الجمعية السيد : مشلفخ عمارة يكرم مدير الشباب والرياضة لولاية الجلفة بشهادة شكر وعرفان للمجهودات المبذولة من طرفة في خدمة الشباب والرياضة

 
- تعريب وتطوير : الأستاذ: عطية بلقاسم